نجاح تحول الاقتصاد الاماراتي من اعتماده على النفط الى التنويع والتحول،
مـن خـلال الاستثمار في قطاعات أخرى مثل السياحة التكنولوجيا والابتكار،
المقدمة
منذ وقت مبكر بدأت حكومة دولة الامارات الرشيدة في المضي نحو تجربة فريدة في التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على صادرات النفط. هناك عدة أسباب تدفع حكومة دولة الامارات في تخفيض اعتمادها التدريجي على النفط وتنويع مصادر دخلها، من أهم تلك الأسباب تزايد اتجاه العالم نحو الاستثمار في الطاقة المتجددة وتقليل انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات الدفيئة. لذلك عمدت حكومة الامارات مبكراً الى تخفيف اعتماد اقتصادها الوطني على صادرات النفط كمصدر رئيسي لناتج الدخل القومي، واستثمرت عائدات صادرات النفط في بناء اقتصاد متوازن ومتنوع قادر على الاستقرار مع النمو والازدهار دون الاخلال بالموارد الطبيعية او سوء استخدامها، أي تحت سياسات مستدامة مدروسة مثل رؤية الامارات 2030 ورؤية الامارات 2050.
منهج التحول
توسعت دولة الإمارات في اقتصادها تدريجيا على نحو عقدين من الزمان، وعبر القطاعات الغير نفطية، لضمان أعلى مستويات الاستقرار لاقتصادها والقيام بنهضتها. وفعلا اليوم الامارات وعلى المستوى الدولي حققت إنجازات استثنائية في بناء اقتصاد المعرفة، والاستثمار في الانسان والعلم والابداع والابتكار، واتخاذ نظام الاستدامة في كل شيء تقريبا لحماية البيئة والموارد الطبيعية للأجيال المقبلة. وأيضا استثمرت حكومة دولة الامارات في قطاع الطاقة النظيفة وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة الى قطاعات البنى التحتية والسياحة والتجارة الخارجية والخدمات المالية وبناء المرافق الحديثة والبنية الحديثة المتطورة لجميع مدن ومناطق دولة الامارات العربية المتحدة.
حالة اقتصاد الامارات اليوم
يعد اقتصاد الامارات حالياً من الاقتصاديات في العالم، الأكثر تنوعًا في المنطقة وبين كبار منتجي النفط. تساهم القطاعات غير النفطية بأكثر من ثلثي (64.36%) الناتج المحلي الإجمالي. وقد استبقت الإمارات التحولات في قطاع النفط وتقلبات أسعاره بسلسلة من الإجراءات التي أدت إلى تعزيز مساهمة بقية القطاعات في اقتصاد الدولة. منها على سبيل المثال التوسع باستثمار الثروة النباتية والحيوانية والسمكية، الاستثمار في انشاء المزيد من العقارات والمرافق المستدامة، الاهتمام ونمو القطاع السياحي، وامتداد موسم السياحة طوال العالم.
مساهمة الابتكار في الاقتصاد الاماراتي
عملت الحكومة الإماراتية منذ السنوات العشر الأخيرة على بناء بيئة محفزة للابتكار، لبناء اقتصاد وطني تنافسي على المستوى الإقليمي والدولي، ومتنوع لأنه مبني على المعرفة والابتكار والحرص ان تكون القيادات والكفاءات وطنية. للابتكار وظيفة مهمة للغاية في دفع اقتصاد الامارات الى التحول من اقتصاد يعتمد على البترول الى التحول نحو الصناعة والاكتفاء الذاتي. مثال عليه في 27 مايو 2024 قدم مصرف الامارات للتنمية 370 مليون درهم في برنامج الابتكار عبر الذكاء الاصطناعي لإحداث تحول في الصناعات التحويلية والمتخصصة.
مساهمة السياحة في الاقتصاد الاماراتي
أكد المجلس العالمي للسفر والسياحة في الامارات على تزايد نمو القطاع السياحي واسهامه في الاقتصاد بنسبة 11% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الامارات لعام 2024، حيث بلغت 230 مليار درهم. والجديد بذكر ان مساهمة القطاع السياحي من توفير الوظائف الى ما يقرب من 800 ألف وظيفة الى عام 2024، اجمالي 12.3% من اجمالي الوظائف بشكل عام.
الخاتمة
في الختام نود أن نؤكد على ما جاء في التقرير من أن تلك الجهود التي بذلتها ومازالت الحكومة الرشيدة لدولة الامارات نحو تقليل الاعتماد على صادرات النفط، واستثمارها في اقتصاد متنوع ومتعدد المصادر والقطاعات. أن تلك الجهود اليوم تؤتي ثمارها نحو تعزيز مكانة دولة الامارات بين دول العالم كنموذج رائد يحتذى به في التنمية المستدامة والاستثمار الى مستقبل أكثر اشراقاً.
المصادر – المراجع
1 – الموقع الرسمي لحكومة الامارات، قسم الاقتصاد الوطني، صفحة المشاريع، تحديث مايو 2024، على الرابط التالي: بقيمة ٣٧٠ مليون درهم شراكة بين الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومصرف الإمارات للتنمية لتمويل برنامج “الابتكار عبر الذكاء الاصطناعي” (moiat.gov.ae)
2- الموقع الإلكتروني الرسمي لهيئة الاتحادية التنافسية والاحصاء، قسم إحصاءات اقتصادية، بتصرف، على الموقع التالي: Statistics by Subject (fcsc.gov.ae)
3- أ. أحمد ماجد ، دراسة بحثية بعنوان: تنويع القاعدة الاقتصادية في دولة الامارات، (2022)، تابع لأرشيف وزارة الاقتصاد، على الرابط التالي: دراسة تنويع القاعدة الاقتصادية-الخطة التشغيلية-الربع الثاني2018.pdf
فرق عيالة , فرق حربية , الفن الاماراتي , فنون حربية , العيالة , التراث الاماراتي .