
الفنون الشعبية: التراث الإماراتي والخليجي
الفنون الشعبية جزءًا حيويًا من المهرجانات التراثية التي تعيد إحياء الماضي المجيد، حيث تُعدّ هذه الأغاني كنوزًا من التراث الشفهي الذي يحمل قيم ثقافية وتاريخية هامة. فهي تمثل الانتماء والخصوصية الفريدة للشعب الإماراتي، وتُورث عبر الأجيال لارتباطها العميق بالمشاعر والوجدان، ومن خلالها يستلهم كل فن أصيل رسالته وقيمته التي تبقى محفورة في الذاكرة الجماعية للتاريخ الإنساني.
ولهذه الفنون القديمة اهمية كبيرة والتي ورثتها الأجيال وأبقتها حية كجزء لا يتجزأ من التراث الحاضر والمستقبلي . فهذه الفنون تعكس البيئة والطبيعة الخاصة بكل منطقة، فكل إمارة أو منطقة تمتلك إبداعات تراثية فريدة تعبر عن شكل الحياة في تلك الحقبة الزمنية.
فقد كان أهل الساحل يغنّون بـ “العيالة“، بينما كانت “الحربية” هي الفن الشعبي الذي يُداعى به أهل البادية في المناطق الصحراوية، وكانت الأهازيج الشعبية في مختلف أشكالها تُقدم في المناسبات الاجتماعية والرسمية كالأعياد والأعراس.
و هناك فرق بين “العيالة” و”الحربية“، حيث ان “العيالة” فن عربي أصيل يتضمن الرقص الجماعي والغناء، وهي أشهر أنواع “الرزيف” في الإمارات، وتعد من أبرز الفنون الشعبية في منطقة الخليج العربي. وتكون فقط على الدفوف و الطبول وذات ايقاع بطئ , وتجدها حاضرة في معظم المناسبات والمهرجانات الوطنية والتراثية باعتبارها الفن المحلي الأكثر تجسيداً لتراث الإمارات.
أما “الحربية” فهي عبارة عن أشعار يُدلى بها جماعياً، ولم تكن تُرافقها أي إيقاع أو آلة موسيقية في السابق حتى لا تخيف الإبل. ام الان ادخلت عليها الة موسيقية ( الاورج ) وتكون على ايقاع اسرع من العيالة , وتضم محاورات بين شاعرين أو أكثر، وتُعدّ بمثابة نداء للحرب لبث الحماس، ولذلك سميت “حربية”.
وايضا هناك فنون اخرى مثل (ليوا , المديمة) و فن “المالد” أو “المولد” هو أحد أشكال الأغاني الدينية الإسلامية التي يُؤدى من خلال صف من الجالسين يحملون طبولاً ضخمة. وتتخلل نغمات الطبول نشيد ديني يتحدث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يجلس عدد من المنشدين أمام الصف ويرددون كلمات عن النبي وآله وصحبه.