دراسة واسعة النطاق تكشف آليات المقاومة الدوائية في السرطان
أجرى باحثون من معهد سانجر والمعهد الأوروبي للمعلوماتية الحيوية، إلى جانب عدد من المؤسسات العلمية الأخرى، دراسة شاملة وواسعة النطاق للآليات الجينية التي تساهم في مقاومة الأدوية لدى المصابين بالسرطان.
استخدم الباحثون في هذه الدراسة تقنية تحرير الجينات المتطورة CRISPR-Cas9 لدراسة تأثير الطفرات الجينية المختلفة على حساسية خلايا سرطانية لعشرة أدوية مضادة للسرطان، وركزت الدراسة على خطوط خلايا سرطان القولون والرئة، بالإضافة إلى ساركوما إيوينج. تم اختيار هذه الأنواع السرطانية نظراً لخطورة مقاومتها للعلاجات التقليدية وقلة خيارات العلاج البديل في مرحلة متقدمة من المرض.
تم تحليل تأثير كل من الأدوية المستخدمة حالياً في الممارسة clinique، بالإضافة إلى تلك التي تُجرى عليها تجارب سريرية حالياً.
ونتيجة لهذا العمل الدؤوب، تمكن الباحثون من تحديد أربع فئات رئيسية للطفرات الجينية المسؤولة عن مقاومة الأدوية:
1. المقاومة المتعارف عليها: وتشمل هذه الفئة الطفرات التي تؤدي إلى تعديل استهدف الدواء في الخلية السرطانية.
2. مقاومة الاعتماد على المخدرات: حيث تُظهر الخلايا السرطانية اعتماداً على الدواء لنموها، مما يجعلها أكثر عرضة للآثار السلبية له.
3. المقاومة المحركة: وتتضمن هذه الفئة الطفرات التي تؤدي إلى تنشيط مسارات بديلة تسمح للخلايا السرطانية بالنمو والتكاثر على الرغم من وجود الدواء.
4. فرط الحساسية: وهي فئة نادرة حيث تكون الخلايا السرطانية أكثر حساسية للأدوية بعد التعرض لها لفترة طويلة.
يُشير الباحثون إلى أن كل فئة من هذه الفئات لها خصائصها الخاصة، وتتطلب أساليب علاجية مختلفة. كما تم نشر نتائج هذه الدراسة الهامة في مجلة “Nature Genetics”.
آفاق جديدة لعلاج السرطان:
يُعد فهم آليات مقاومة الأدوية في السرطان خطوة هامة نحو تطوير علاجات شخصية أكثر فعالية. حيث سيسمح ذلك باختيار أنظمة علاجية مخصصة لكل مريض، وتحديد أسباب فشل العلاج في الحالات الفردية، بالإضافة إلى تطوير أدوية جديدة قادرة على التغلب على مقاومة الأدوية التقليدية.
تطوير الطب الشخصي:
توفر هذه الدراسة بيانات قيمة يمكن استخدامها لتسريع تطوير جيل جديد من الأدوية المضادة للسرطان، وتوجيه اختيار العلاج البديل الأمثل للمرضى الذين طوروا مقاومة للعلاج الأولي. ويرى الباحثون أن هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة في مسيرة رسم خريطة كاملة للتغيرات الجينية التي تحدث أثناء علاج السرطان، وهو الأمر الذي سيساهم بشكل كبير في تطوير الطب الشخصي وزيادة فعالية العلاج المضاد للأورام.